- و انت يا الهنا ذو صلاح و صدق طويل الاناة و مدبر الجميع بالرحمة
- فاذا خطئنا فنحن في يدك و قد علمنا قدرتك لكنا لا نختار الخطا لعلمنا بانا من خاصتك
- فان معرفتك هي البر الكامل و العلم بقدرتك هو اصل الحياة الدائمة
- لذلك لم يغونا ما اخترعته صناعة الناس الممقوتة و لا عمل المصورين العقيم من الصور الملطخة بالالوان
- التي في النظر اليها فضيحة للسفهاء بعشقهم صورة تمثال ميت لا روح فيه
- لا جرم ان الذين يصنعونها و الذين يعشقونها و الذين يعبدونها هم كلفون بالمنكرات و هم اهل لان تكون امالهم في امثالهذه
- ان الخزاف يعني بعجن الطين اللين و يصنع منه كل اناء مما نستخدمه فيصنع من الطين الواحد الانية المستخدمة في الاعمالالطاهرة و المستخدمة في عكس ذلك و اما تخصيص كل اناء بواحدة من الخدمتين فانما يرجع الى حكم صانع الطين
- و بعنائه الممقوت يصنع من هذا الطين الها باطلا و هو انما ولد من الطين من حين يسير و عن قليل سيعود الى ما اخذ منه حينيطالب بدين نفسه
- غير ان همه ليس بانه يتعب و لا بانه قريب الاجل لكنه يباري صاغة الذهب و الفضة و يعارض النحاسين و يعتد ما يصنعه منالخسائس فخرا
- فقلبه رماد و رجاؤه اخس من التراب و حياته احقر من الطين
- لانه جهل من جبله و نفخ فيه نفسا عاملة و روحا محييا
- بل حسب حياتنا عبثا و عمرنا موسما للاكتساب و زعم انه لا بد من الربح بكل حيلة و لو بالظلم
- فانه عالم بانه اعظم جرما من الجميع لانه يصنع من طين الارض انية قصمة و منحوتات
- ان جميع اعداء شعبك المتسلطين عليهم هم اجهل الناس و اشقى من نفوس الاطفال
- لانهم حسبوا جميع اصنام الامم الهة تلك التي لا تبصر بعيونها و لا تنشق الهواء بانوفها و لا تسمع باذانها و لاتلمس باصابع ايديها و ارجلها عاجزة عن الخطو
- لانها انما عملها انسان و الذي اعير روحا صنعها و ليس في طاقة انسان ان يصنع الها مثله
- و انما هو فان فيصنع بيديه الاثيمتين ما لا حياة فيه فهو افضل من معبوداته اذ هو قد كان حيا و اما هي فلم تكن حية البتة
- و هم يعبدون اعدى الحيوان مما هو اشد البهائم عجمة
- و ليس فيه ما في منظر الحيوانات الاخر من الحسن الشائق اذ فاته مدح الله و بركته