- لذلك كانوا احقاء بان يعاقبوا بامثال هذه و يعذبوا بجم من الحشرات
- اما شعبك فبدلا من ذلك العقاب احسنت اليهم باعداد السلوى ماكلا غريب الطعم اشبعت به شهوتهم
- حتى انه بينما كان اولئك مع جوعهم فاقدي كل شهوة للطعام من كراهة ما بعثت عليهم كان هؤلاء بعد عوز يسير يتناولونماكلا غريب الطعم
- فانه كان ينبغي لاولئك المقتسرين ان تنزل بهم فاقة لا مناص منها و لهؤلاء ان يروا كيف يعذب اعداؤهم لا غير
- و لما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل و اهلكهم لدغ الحيات الخبيثة
- لم يستمر غضبك الى المنتهى بل انما اقلقوا الى حين انذارا لهم و نصبت لهم علامة للخلاص تذكرهم وصية شريعتك
- فكان الملتفت اليها يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع
- و بذلك اثبت لاعدائنا انك انت المنقذ من كل سوء
- لان اولئك قتلهم لسع الجراد و الذباب و لم يوجد لنفوسهم شفاء اذ هم اهل لان يعاقبوا بمثل ذلك
- اما بنوك فلم تقو عليهم انياب التنانين السامة لان رحمتك اقبلت و شفتهم
- و انما نخسوا ليتذكروا اقوالك ثم خلصوا سريعا لئلا يسقطوا في نسيان عميق فيحرموا احسانك
- و ما شفاهم نبت و لا مرهم بل كلمتك يارب التي تشفي الجميع
- لان لك سلطان الحياة و الموت فتحدر الى ابواب الجحيم و تصعد
- اما الانسان فيقتل بخبثه لكنه لا يعيد الروح الذي قد خرج و لا يسترجع النفس المقبوضة
- انه ليس احد يستطيع ان يهرب من يدك
- فانك قد جلدت بقوة ذراعك المنافقين الذين جحدوا معرفتك و اطلقت في اثرهم سيولا و بردا و امطارا غريبة و نارا اكلة
- و اغرب شيء ان النار كانت في الماء الذي يطفئ كل شيء تزداد حدة لان عناصر العالم تقاتل عن الصديقين
- و كان اللهيب تارة يسكن لئلا يحرق ما ارسل على المنافقين من الحيوان و لكي يبصروا فيعلموا ان قضاء الله على اعقابهم
- و تارة يخرج عن طبع النار فيتاجج في الماء لكي يستاصل انبتة الارض الاثيمة
- اما شعبك فبدلا من ذلك اطعمتهم طعام الملائكة و ارسلت لهم من السماء خبزا معدا لا تعب فيه يتضمن كل لذة و يلائم كلذوق
- لان جوهرك ابدى عذوبتك لبنيك فكان يخدم شهوة المتناول و يتحول الى ما شاء كل واحد
- و كان الثلج و الجليد يثبتان في النار و لا يذوبان لكي يعلم كيف اكلت ثمار الاعداء نار تلتهب في البرد و تبرق في المطر
- اما عند هؤلاء فقد تناست القوة التي لها لكي يغتذي القديسون
- اذ الخليقة الخادمة لك انت صانعها تتشدد لتعاقب المجرمين و تتراخى لتحسن الى المتوكلين عليك
- لذلك كانت حينئذ تتحول الى كل شيء لتخدم نعمتك الغاذية الجميع على ما يشاء كل محتاج
- لكي يعلم بنوك الذين احببتهم ايها الرب ان ليس ما تخرج الارض من الثمار هو يغذو الانسان لكن كلمتك هي التي تحفظالمؤمنين بك
- اذ ما لم تكن النار تحله كانت شعاعة يسيرة من الشمس تحميه فيذوب
- حتى يعلم انه يجب ان نسبق الشمس الى شكرك و نحضر امامك عند شروق النور
- لان رجاء من لا شكر له يذوب كجليد شتوي و يذهب كماء لا منفعة فيه