- اما قديسوك فكان عندهم نور عظيم و كان اولئك يسمعون اصواتهم بغير ان يبصروا اشخاصهم و يغبطونهم على انهم لايقاسون مثل حالهم
- و يشكرونهم على انهم لا يؤذون الذين قد ظلموهم و يستغفرونهم من معاداتهم لهم
- و بازاء ذلك جعلت لهؤلاء عمود نار دليلا في طريق لم يعرفوه شمسا لتلك الضيافة الكريمة لا اذى بها
- اما اولئك فكان جديرا بهم ان يفقدوا النور و يحبسوا في الظلمة لانهم حبسوا بنيك الذين بهم سيمنح الدهر نور شريعتكالغير الفاني
- و لما ائتمروا ان يقتلوا اطفال القديسين و عرض واحد منهم لذلك ثم خلص عاقبتهم انت باهلاك جمهور اولادهم ثم دمرتهمجميعا في الماء الغامر
- و تلك الليلة قد اخبر بها اباؤنا من قبل لكي تطيب نفوسهم لعلمهم اليقين ما الاقسام التي يثقون بها
- ففاز شعبك بخلاص الصديقين و هلاك الاعداء
- فان الذي عاقبت به المقاومين هو الذي جذبتنا به اليك و مجدتنا
- فان القديسين بني الصالحين كانوا يذبحون خفية و يوجبون على انفسهم شريعة الله هذه ان يشترك القديسون في السراء والضراء على السواء و كانوا يرنمون بتسابيح الاباء
- و قد رفع الاعداء جلبة اصواتهم بالبكاء و النحيب على اطفالهم
- و كان قضاء واحد على العبد و المولى و ضربة واحدة نالت الشعب و الملك
- و كان لكلهم اجمعين اموات لا يحصون قد ماتوا ميتة واحدة حتى ان الاحياء لم يكفوا لدفن الموتى اذ في لحظة ابيد نسلهم الاعز
- و بعد ان ابوا بسبب السحر ان يؤمنوا بشيء اعترفوا عند هلاك الابكار بان الشعب هو ابن لله
- و حين شمل كل شيء هدوء السكوت و انتصف مسير الليل
- هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف
- و سيف صارم يمضي قضاءك المحتوم فوقف و ملا كل مكان قتلى و كان راسه في السماء و قدماه على الارض
- حينئذ بلبلتهم بغتة اخيلة الاحلام بلبلة شديدة و غشيتهم اهوال مفاجئة
- و كان كل واحد عند صرعه بين حي و ميت يعلن لاي سبب يموت
- لان الاحلام التي اقلقتهم انباتهم بذلك لئلا يهلكوا و هم يجهلون مجلبة هلاكهم
- و الصديقون ايضا مستهم محنة الموت و وقعت الضربة على جم منهم في البرية لكن الغضب لم يلبث طويلا
- لان رجلا لا عيب فيه بادر لحمايتهم فبرز بسلاح خدمته الذي هو الصلاة و التكفير بالبخور و قاوم الغضب و ازال النازلةفتبين انه خادمك
- فانتصر على الجمع لا بقوة الجسد و لا باعمال السلاح و لكنه بالكلام كف المعاقب مذكرا الاقسام و العهود للاباء
- فانه اذ كان القتلى يتساقطون جماعات وقف في الوسط فحسم السخط و قطع المسلك الى الاحياء
- لانه كان على ثوبه السابغ العالم كله و اسماء الاباء المجيدة منقوشة في اربعة اسطر من الحجارة الكريمة و عظمتك علىتاج راسه
- فهذه خضع المهلك لها و هابها و كان مجرد اختبار الغضب قد كفى