- فانهم بزيغ افكارهم قالوا في انفسهم ان حياتنا قصيرة شقية و ليس لممات الانسان من دواء و لم يعلم قط ان احدا رجع منالجحيم
- انا ولدنا اتفاقا و سنكون من بعد كانا لم نكن قط لان النسمة في انافنا دخان و النطق شرارة من حركة قلوبنا
- فاذا انطفات عاد الجسم رمادا و انحل الروح كنسيم رقيق و زالت حياتنا كاثر غمامة و اضمحلت مثل ضباب يسوقه شعاع الشمسو يسقط بحرها
- و بعد حين ينسى اسمنا و لا يذكر احد اعمالنا
- انما حياتنا ظل يمضي و لا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد
- فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة و نبتدر منافع الوجود ما دمنا في الشبيبة
- و نترو من الخمر الفاخرة و نتضمخ بالادهان و لا تفتنا زهرة الاوان
- و نتكلل بالورد قبل ذبوله و لا يكن مرج الا تمر لنا فيه لذة
- و لا يكن فينا من لا يشترك في لذاتنا و لنترك في كل مكان اثار الفرح فان هذا حظنا و نصيبنا
- لنجر على الفقير الصديق و لا نشفق على الارملة و لا نهب شيبة الشيخ الكثير الايام
- و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا
- و لنكمن للصديق فانه ثقيل علينا يقاوم اعمالنا و يقرعنا على مخالفتنا للناموس و يفضح ذنوب سيرتنا
- يزعم ان عنده علم الله و يسمي نفسه ابن الرب
- و قد صار لنا عذولا حتى على افكارنا
- بل منظره ثقيل علينا لان سيرته تخالف سيرة الناس و سبله تباين سبلهم
- قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس و يغبط موت الصديقين و يتباهى بان الله ابوه
- فلننظر هل اقواله حق و لنختبر كيف تكون عاقبته
- فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره و ينقذه من ايدي مقاوميه
- فلنمتحنه بالشتم و العذاب حتى نعلم حلمه و نختبر صبره
- و لنقض عليه باقبح ميتة فانه سيفتقد كما يزعم
- هذا ما ارتاوه فضلوا لان شرهم اعماهم
- فلم يدركوا اسرار الله و لم يرجوا جزاء القداسة و لم يعتبروا ثواب النفوس الطاهرة
- فان الله خلق الانسان خالدا و صنعه على صورة ذاته
- لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم
- فيذوقه الذين هم من حزبه