- انما انا انسان يموت مشاكل لسائر الناس من جنس اول من جبل و قد صورت جسدا في جوف امي
- و في مدة عشرة اشهر صنعت من الدم بزرع الرجل و اللذة التي تصاحب النوم
- و لما ولدت انتشيت هذا الهواء الشائع و سقطت على هذه الارض المشتركة و اول ما استهللت بالبكاء على حد الجميع
- و ربيت في القمط و باهتمام كثير
- فانه ليس لملك بدء مولد غير هذا
- بل دخول الجميع الى الحياة واحد و خروجهم سواء
- حينئذ تمنيت فاوتيت الفطنة و دعوت فحل علي روح الحكمة
- ففضلتها على الصوالجة و العروش و لم احسب الغنى شيئا بالقياس اليها
- و لم اعدل بها الحجر الكريم لان جميع الذهب بازائها قليل من الرمل و الفضة عندها تحسب طينا
- و احببتها فوق العافية و الجمال و اتخذتها لي نورا لان ضوءها لا يغرب
- فاوتيت معها كل صنف من الخير و نلت من يديها غنى لا يحصى
- فتمتعت بهذه كلها لان الحكمة قائدة لها و لم اعلم انها ام جميعها
- تعلمتها بغير مكر و اشرك فيها بغير حسد و غناها لا استره
- فانه كنز للناس لا ينقص و الذين استفادوا منه اشركوا في محبة الله لان مواهب التاديب قربتهم اليه
- و قد وهبني الله ان ابدي عما في نفسي و ان اجري في خاطري ما يليق بمواهبه فانه هو المرشد الى الحكمة و مثقف الحكماء
- و في يده نحن و اقوالنا و الفطنة كلها و معرفة ما يصنع
- و وهبني علما يقينا بالاكوان حتى اعرف نظام العالم و قوات العناصر
- و مبدا الازمنة و منتهاها و ما بينهما و تغير الاحوال و تحول الاوقات
- و مداور السنين و مراكز النجوم
- و طبائع الحيوان و اخلاق الوحوش و عصوف الرياح و خواطر الناس و تباين الانبتة و قوى العقاقير
- فعلمت جميع المكنونات و الظواهر لان الحكمة مهندسة كل شيء هي علمتني
- فان فيها الروح الفهم القدوس المولود الوحيد ذا المزايا الكثيرة اللطيف السريع الحركة الفصيح الطاهر النير السليمالمحب للخير الحديد الحر المحسن
- المحب للبشر الثابت الراسخ المطمئن القدير الرقيب الذي ينفذ جميع الارواح الفهمة الطاهرة اللطيفة
- لان الحكمة اسرع حركة من كل متحرك فهي لطهارتها تلج و تنفذ في كل شيء
- فانها بخار قوة الله و صدور مجد القدير الخالص فلذلك لا يشوبها شيء نجس
- لانها ضياء النور الازلي و مراة عمل الله النقية و صورة جودته
- تقدر على كل شيء و هي واحدة و تجدد كل شيء و هي ثابتة في ذاتها و في كل جيل تحل في النفوس القديسة فتنشئ احباء لله و انبياء
- لان الله لا يحب احدا الا من يساكن الحكمة
- انها ابهى من الشمس و اسمى من كل مركز للنجوم و اذا قيست بالنور تقدمت عليه
- لان النور يعقبه الليل اما الحكمة فلا يغلبها الشر