- انها تبلغ من غاية الى غاية بالقوة و تدبر كل شيء بالرفق
- لقد احببتها و التمستها منذ صبائي و ابتغيت ان اتخذها لي عروسا و صرت لجمالها عاشقا
- فان في نسبها مجدا لانها تحيا عند الله و رب الجميع قد احبها
- فهي صاحبة اسرار علم الله و المتخيرة لاعماله
- اذا كان الغنى ملكا نفيسا في الحياة فاي شيء اغنى من الحكمة صانعة الجميع
- و ان كانت الفطنة هي التي تعمل فمن احكم منها في هندسة الاكوان
- و اذا كان احد يحب البر فالفضائل هي اتعابها لانها تعلم العفة و الفطنة و العدل و القوة التي لا شيء للناس في الحياةانفع منها
- و اذا كان احد يؤثر انواع العلم فهي تعرف القديم و تتمثل المستقبل و تفقه فنون الكلام و حل الاحاجي و تعلم الايات والعجائب قبل ان تكون و حوادث الاوقات و الازمنة
- لذلك عزمت ان اتخذها قرينة لحياتي علما بانها تكون لي مشيرة بالصالحات و مفرجة لهمومي و كربي
- فيكون لي بها مجد عند الجموع و كرامة لدى الشيوخ على ما انا فيه من الفتاء
- و اعد حاذقا في القضاء و عجيبا امام المقتدرين
- اذا صمت ينتظرون و اذا نطقت يصغون و اذا افضت في الكلام يضعون ايديهم على افواههم
- و انال بها الخلود و اخلف عند الذين بعدي ذكرا مؤبدا
- ادبر الشعوب و تخضع لي الامم
- يسمع الملوك المرهوبون فيخافونني و يظهر في الجمع صلاحي و في الحرب باسي
- و اذا دخلت بيتي سكنت اليها لانه ليس في معاشرتها مرارة و لا في الحياة معها غمة بل سرور و فرح
- فلما تفكرت في نفسي بهذه و تاملت في قلبي ان في قربى الحكمة خلودا
- و في مصافاتها لذة صالحة و في اتعاب يديها غنى لا ينقص و في الترشح لمؤانستها فطنة و في الاشتراك في حديثها فخرا طفقتاطوف طالبا ان اتخذها لنفسي
- و قد كنت صبيا حسن الطباع و رزقت نفسا صالحة
- ثم بازديادي صلاحا حصلت على جسد غير مدنس
- و لما علمت باني لا اكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة و قد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت الى الرب وسالته من كل قلبي قائلا